أدت الحرب بين دول القرن الإفريقي إلى هجرة أعداد كبيرة من الأرتيريين إلى السودان، وخلفت وراءها الكثير من الأطفال يعانون ظروفاً قاسية كالتشرد والضياع والجوع.
وأمام تلك الظروف المأساوية وبعد دراسة مستفيضة، ارتأت الجمعية تنفيذ مشروع لحماية أولئك الأطفال ورعايتهم، فاجتمعت ممثلات الجمعية مع الرئيس السوداني جعفر النميري آنذاك، وعرضن عليه فكرة المشروع، وتقدمن بطلب بتخصيص أرض لإقامته، ولاقت الفكرة موافقة منه، ومنح الجمعية أرضاً مساحتها 50,000 (خمسون ألف) فدان، أنشئت عليها قرية حديثة في منطقة تبعد 400 كم عن العاصمة السودانية، وقد زودت تلك القرية بمستشفى ومسجد ومدارس للأطفال وضمت أربعة آلاف طفل منهم 10% من السودانيين.
ورغبة من الجمعية في أن تكون تلك القرية مكتفية ذاتياً، أقامت ثلاثة مشاريع، هي المخبز الكهربائي، وتربية الدواجن والأبقار، أما الثالث فكان لزراعة الخضار والفاكهة؛ حيث تم استحضار مضخات للمياه حولت الأرض الجافة إلى خضراء منتجة. وقد تطورت القرية بعد ذلك لتصبح قادرة على تمويل ذاتها. وكانت تعول أولئك الأطفال من ريع الهيئات والمشاريع الخيرية التي تقدم للجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية.
اضغط على الصورة